من هي (أثر) ...
مؤسسة الصحة الوقفية (أثر) هي مؤسسة غير ربحية تسعى إلى دعم القطاع الصحي في سلطنة عُمان لتحسين مستوى الرعاية الصحية على المدى الطويل من خلال مساهماتكم، وذلك بهدف الوصول إلى تكاملية تقديم الرعاية الصحية وتحقيق تنمية صحية مستدامة لأفراد المجتمع العُماني.
رسالة رئيس مجلس الإدارة
التظافر من أجل سلطنة عُمان
![](http://atharfoundation.om/wp-content/uploads/2024/10/unnamed-1.jpg)
القطاع الصحي رافد الحياة والتنمية
“… وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”
[المائدة: 32]
![](https://atharfoundation.om/wp-content/uploads/2023/07/health-sector-section-newer.jpg)
اهتمام حكومي بالصحة
في سلطنة عُمان، أدركت الحكومة أهمية القطاع الصحي منذ بزوغ النهضة، فبادرت بإنشاء المستشفيات من أول عام لتولي المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- مقاليد الحكم، كما نص النظام الأساسي للدولة على أن حماية صحة الإنسان وإصلاحها أولوية قصوى، وجاء في ذلك “الدولة تهتم بالصحة العامة وبوسائل الوقاية والعلاج من الأمراض والأوبئة، وتسعى لتوفير الرعاية الصحية لكل مواطن، وتشجع إنشاء المستشفيات الخاصة والمستوصفات والمؤسسات الطبية تحت إشرافها وفقا للوائح التي يحددها القانون، كما أنها تعمل على المحافظة على البيئة، وحمايتها ومنع التلوث”.
المنظومة الصحّية في عُمان.
تدرك أغلب حكومات العالم أن قوتها تكمن في قوة شعوبها وقدرتهم على المساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية، ولذلك تخصص جزءاً كبيراً من موازناتها السنوية لهذا القطاع الحيوي، حيث بلغ إجمالي الإنفاق الحكومي العالمي في قطاع الرعاية الصحية 10% من إجمالي الناتج المحلي العالمي . [1]
وإيماناً منها بأهمية الرعاية الصحّية كجزء من منظومة رفاهية المواطنين، تقدّم حكومة سلطنة عُمان خدماتها الصحّية للمواطنين بشكل شبه مجّاني، فيما يعتمد تقديم هذه الخدمات الصحية على الإنفاق الحكومي متمثلاً في بناء وتشغيل المرافق والخدمات، وبحسب التقرير الصحي السنوي لوزارة الصحة ٢٠٢١ بلغ إجمالي مصروفات وزارة الصحة خلال عام 2021م ما يقارب 883.5 مليون ريال عماني . وايضًا ارتفعت نسبة إنفاق حكومة سلطنة عُمان على القطاع الصحي مقارنة بإجمالي الإنفاق الحكومي. [2]
وتعتبر الخطة الخمسية العاشرة للتنمية الصحية (2021 – 2025م) لوزارة الصحة نقلة جديدة لتطوير النظام الصحي في سلطنة عُمان، إذ تواصل الحكومة إيلاء القطاع الصحي أهمية قصوى ضمن رؤية (عُمان 2040)
من أجل تقديم خدمات أكثر شمولية للمواطنين والمقيمين، والعمل على تجويدها، مع مشاركة القطاعات الأخرى والجهات ذات العلاقة في عملية التنفيذ، إذ تعتبر قطاعات البلديات والبيئة والمياه، والتعليم، والتنمية الاجتماعية، والزراعة والشباب والعلوم والكهرباء، والاتصالات والإعلام من أبرز الأمثلة على القطاعات الداعمة لقطاع الصحة في سعيه للتكامل ضمن منظومة التنمية الشاملة.
تتكون منظومة الرعاية الصحية الحكومية في سلطنة عُمان من ثلاثة مستويات تكمّل بعضها البعض، بما يضمن تقديم رعاية شمولية للجميع في أرجاء السلطنة.
[1] https://apps.who.int/gho/data/view.main.GHEDGGHEDGGESHA2011REGv?lang=en
[2] التقرير السنوي للرعاية الصحية لعام 2021، وزارة الصحة.
منظومة الرعاية الصحيّة الحكومية
عدد المستشفيات والقوة السريرية في منظومة الرعاية الصحّية في سلطنة عُمان حتى نهاية عام 2023م
# | المستشفيات الحكومية | المستشفيات الخاصة | مستشفيات حكومية غير تابعة ل وزارة الصحة | الإجمالي |
---|---|---|---|---|
المستشفيات | 50 | 36 | 6 | 92 |
الأسرّة | 5024 (65%) | 1658 (22%) | 1009 (13%) | 7168 |
مؤسسات الرعاية الصحية التابعة لوزارة الصحة حتى نهاية عام 2023م
- 50 – المستشفيات
- 21- مجمّع صحي
- 194 – مركز صحّي
مؤسسات الرعاية الصحية التابعة للقطاع الخاص حتى نهاية عام 2023م
- 36 – مستشفى
- 346 – مجمّع صحي
- 261- عيادات الأسنان
- 303 – عيادة عامة وعيادات تخصصية وعيادات طب الهندي و الصيني
- 1000 – صيدلية
القطاع الصحي والتحديات
نتيجة للتحولات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها سلطنة عُمان خلال العقود الخمسة الماضية، شهدت البلاد نمواً متسارعاً في أعداد السكان من المواطنين والوافدين، فقد بلغ إجمالي عدد سكان سلطنة عُمان 4,471,148 نسمة في 2022م بنسبة زيادة بلغت 146% مقارنة بالعام 1990م، وبنسبة 2.5% بين عامي 2020 و2022م فقط، ومن المتوقع أن يبلغ عدد السكان في سلطنة عمان عام 2050 حوالي 5.7 مليون نسمة، كما من المتوقع أن يرتفع عدد المسنين إلى 1.13 مليون شخص في العام ذاته، وهي مؤشرات تتطلب الاستعداد لتقديم رعاية صحية لعدد أكبر من السكان وتزويدهم بالخدمات الصحية الأساسية بجودة عالية.
1,812,157 | إجمالي عدد السكان في 1990 |
4,471,148 | إجمالي عدد السكان في 2022 |
5,700,000 | إجمالي عدد السكان المتوقع بحلول 2050 |
تتنوع الطبيعة الجغرافية للسلطنة بين المناطق الجبلية، والصحراوية، والساحلية، والأودية، وتتناثر التجمّعات السُكّانية على رقعة جغرافية واسعة. ومع أن الكثافة السُكّانية الأكبر للسكان تتركز في محافظتي مسقط والباطنة (جنوب وشمال) بنسبة تقارب 40% بالنسبة للعُمانيين، وبنسبة تقارب 60% بالنسبة للوافدين، إلا أن النسب المتبقية تتوزع في العديد من القرى والمدن المتباعدة مما يشكّل تحدّياً لوجستياً كبيراً، ويضاعف من تكاليف تقديم الرعاية الصحّية بشكل يضمن الشمول.
أشارت إحصائيات وزارة الصحة أن أكثر من ٧٢٪ من الوفيات التي سُجلت خلال السنوات الماضية كانت نتيجة للأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والامراض التنفسية، والسكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع معدل الكولسترول في الدم، وللأسف تسجل السلطنة سنوياً ٧٥٠٠ مريض سكري ويعتبر مرض السكري المسبب الأول للفشل الكلوي، كما زادت حالات السمنة بشكل كبير بسبب أنماط حياتية غير صحية حيث يعاني حوالي 66% من السكان البالغين من السمنة وزيادة الوزن كما رافق هذا التغيير ارتفاع أعداد المصابين بأمراض مما أدى إلى تزايد ملحوظ في معدلات الأمراض المزمنة. حيث يموت 11 فردا يومياً بسبب الأمراض غير المعدية، وتفرض هذه المعدلات المتنامية وتداعياتها عبئا على المنظومة الصحّية بشكل كبير جداً مما يتطلب وضع استراتيجية مستدامة لتخفيف هذا العبء المالي على المنظومة الصحية.
تقع سلطنة عُمان في مواجهة المحيط الهندي وعلى نطاق معرّض للكوارث الجوّية بين الحين والآخر، وتشكل هذه الكوارث مثل إعصار شاهين، وجونو وغيرها تحدياً للقطاع الصحي، إذ تتعرض أصول القطاع الصحي للضرر المباشر جراء هذه الكوارث، علاوة على ارتفاع عدد الحالات الصحّية التي تحتاج إلى عناية في المناطق المتضررة من هذه الكوارث. ومن جهة أخرى شكلت جائحة كورونا تحدياً كبيراُ لجميع الأنظمة الصحية في دول العالم، وأدت إلى تغير الخارطة الوبائية، وبلغت التكلفة التقريبية لمواجهة جائحة كورونا ١٢١،٠٦٩،٢٢٠.١٥٥ مما سبب ضغطاً كبيراً على إمكانات القطاع الصحي والحكومة.
يعتبر تأهيل الكوادر الطبية من أكثر مسارات التأهيل تكلفة وحساسية، إذ يرتبط بحياة أهم مكوّن من مكوّنات الحياة ألا وهو الإنسان، علاوة على ارتفاع تكاليف أغلب متعلقات هذا القطاع من أدوات، وتقنيات، وأدوية، ومختبرات، وغيرها. أضف إلى ذلك كله التفرعات الكثيرة في علوم الطب والتغيرات المتسارعة في الأوبئة والأمراض نظراً للتغيرات المتسارعة في أنماط الحياة والأنشطة الإنسانية.
شهد معدل الأطباء لكل 10000 شخص من مجموع السكان انخفاضاً ملحوظاً بين عام 2018 و2023م.
السنة | عدد الأطباء لكل 10000 شخص |
2018 | 21 |
2023 | 19.9 |
![](https://atharfoundation.om/wp-content/uploads/2024/11/التحديات-والفرص-1024x576.jpg)
فرصة من وحي الإمكانات والتحديات
الحكيم من يرى الفُرص في التحديات، مدركاً الإمكانات الثمينة التي بحوزته للابتكار وصناعة الأثر الإيجابي حوله، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس مؤسسة الصحة الوقفية (أثر).
ولما كانت التحديات قائمة ومستمرة في قطاع الصحّة، لا سيّما في أوقات الأزمات، ولمّا كانت رفاهية الانسان العُماني والمقيم وصحته هما الغاية الأسمى ومسؤولية مشتركة بين جميع مؤسسات المجتمع، جاء الإعلان عن مؤسسة الصحة الوقفية (أثر) في عام 2020م كأول مؤسسة متخصصة بالوقف الصحي في سلطنة عُمان، تأسست بقرار من وزارة لأوقاف والشؤون الدينية رقم (283/2020م) وذلك بهدف دعم القطاع الصحي من خلال إيجاد مصادر تمويلية للوصول إلى تنمية صحية مستدامة بسلطنة عُمان، ورفد النظام الصحي من خلال مفهوم التمويل البديل، وتفعيل الشراكة المجتمعية وإطلاق المبادرات والمشاريع والاستثمارات التي تخدم جميع فئات المجتمع وفي جميع أرجاء سلطنة عُمان.
عمارة الأرض غاية الإنسان
خلق الله تعالى الإنسان على هذه الأرض لِيعمرها بشتى أنواع العِمارة التي تُصلح شؤونه، وتحفظ نفسه وكرامته وعلاقاته مع بني جنسه والكون من حوله، سواء بالاستكشاف والابتكار، أو الزراعة، أو التجارة، أو التعليم، أو الصناعة، أو غيرها من قطاعات التنمية، ولا شك بأن المنظومة الصحّية لأي أمة تعتبر ركيزة أساسية لهذه العِمارة.
“هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا.”
(هود: 61)
التآزر قيمة متجذّرة في المجتمع العُماني
عُرف المجتمع العُماني منذ القِدم بتآزره وإعلائه لقيم الخير المشترك، فأولى اهتماماً خاصاً بفكرة الوقف لشتى صنوف الخير، بدءاً من أوقاف خدمة بيوت الله، ومروراً بأوقاف الطرق، واليتامى، وأوقاف المجالس العامّة، وأوقاف الأفلاج، ووصولاً إلى أوقاف بيوت العلم والمدارس ومن أقدم هذه الأوقاف المسجّلة على سبيل المثال وقف الإمام الوارث بن كعب الخروصي الذي يربو عمره على 1200 سنة في ولاية وادي المعاول وبعض المناطق المحيطة بها، وهو وقف زراعي لا يزال خيره يوزع على المستفيدين إلى يومنا هذا.
ويوجد اليوم تحت مظلة وزارة الأوقات والشؤون الدينية أكثر من 28 أصل وقفي وبيت مال، وهو عدد يزداد عدداً ونوعاً يوماً بعد يوم، مما يؤكد الاهتمام المجتمعي المتنامي بغرس بذور الخير للأجيال القادمة.
وجاء في التاريخ الإسلامي أن الخدمات الصحية من علاج وعمليات وأدوية وطعام، كانت مجاناً بفضل الأوقاف التي كان المسلمون يرصدونها لهذه الأغراض الإنسانية، إذ كانت الرعاية الصحية في سائر البلاد الإسلامية إلى وقت قريب من أعمال البر والخير، ولم تكن هناك وزارات للصحة العمومية كما في العصر الحاضر.
وكان للأوقاف أثر حميد في النهوض بعلوم الطب، لأن دور المستشفيات التي ينفق عليها من الأوقاف لم يقتصر على تقديم العلاج، وإنما تعدى ذلك إلى تدريس علوم الطب، فكانت تخصص قاعات داخل المستشفيات الكبيرة للدروس والمحاضرات.
![](https://atharfoundation.om/wp-content/uploads/2023/07/mutual-aid.jpg)
خير عميم لا ينقطع
إن الإنفاق في أوجه الخير كشجرة طيبة لا يفنى أثرها مدى الزمن، فإلى جانب الأثر المباشر المتمثل في تحسين الخدمات المقدّمة للمستفيدين، يصنع الإنفاق سلسلة من التحولات والآثار الإيجابية المستدامة التي قد لا تخطر على بال، إذ تعمّق الإحساس المجتمعي بالمسؤولية تجاه بعضه البعض، وتنشر ثقافة التآزر، وترفع الضرر عن المتعففين، وتبني منظومة مستدامة يمتد أثرها لأجيال وسنوات عديدة قادمة.
“مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.”
(البقرة:261)